تخوف النظام الإيراني من كشف علاقته مع تنظيم القاعدة
المحامي عبدالمجيد محمد
كشف رئيس الولايات المتحدة في الشهر الماضي خلال كلمته حول استراتيجية الولايات الأميركية فيما يتعلق بإيران قائلاً:
«دربت ”القوات النيابية لإيران“ أعضاء القاعدة المتورطين في تفخيخ السفارات الأميركية في كينيا و تنزانيا في عام 1998وأضاف أن إيران استضافت أعضاء بارزين للقاعدة بعد عمليات 11سبتمبر بمن فيهم نجل ”بن لادن“».
وبعد نشر الوثائق الحاصلة من مخبأ بن لادن انكشفت علاقات النظام الإيراني مع القاعدة.
وكتبت جريدة ”آفتاب يزد“ بهذا الخصوص تقول:
«العامل الذي أثار غضب وردود أفعال سلطات الجمهورية الإسلامية الهسترية، هو نشر بعض من الوثائق التي تزعم علاقات الجمهورية الإسلامية مع القاعدة، هناك تقرير بـ 19صفحة حيث تزعم (CIA) حسب هذه الوثائق بوجود ارتباطات مادية ومعنوية مع هذه الجماعة الإرهابية.»
كما وفي هذا السياق قال المتحدث باسم (CIA): «إن الوثائق التي رفعت السرية عنها وهي من مجموعة الوثائق التي تم الحصول عليها بعد الهجوم على مقر بن لادن تدل على أن هناك اتفاقا بين إيران و القاعدة على عدم استهداف البعض كما تدل هذه الوثائق أن بن لادن يعتبر إيران”الشريان الرئيس“ لنقل أموال القاعدة وارتباطاته وأفراده أيضا…»
ونشر ”بلومبرغ“ في تاريخ 3/ نوفمبر2017مقالاً بقلم إلي ليك Eli Lake يثبت نوايا الإيرانيين في عام 2003 لعقد اتفاق احتمالي مع الولايات المتحدة لمقايضة عدد من أعضاء القاعدة مقابل عدد آخر من أعضاء مجاهدي خلق.
و كتبت صحيفة ”اكسبرس تريبيون استناداً إلى المعلومات المنتشرة بخصوص وجود علاقة بين القاعدة و النظام الإيراني تقول: « كتب زعيم القاعدة في رسالة، إيران الشريان الرئيسي لمنظمة [القاعدة] مع النظام الإيراني مالياً و أفراداً و التصالات».
و كما جاء في تقارير وسائل الإعلام، إن التدخل في الشؤون الداخلية لسائر البلدان كان أحد ركائز نظام الملالي طيلة 39عاماً من الحكم.
إن علاقة القاعدة مع ملالي إيران موضوع أشارت إليه المقاومة الإيرانية أكثر من مرة حيث تم الإذعان بهذه الحقيقة ولكن جاء متأخرا جداً، والجدير بالذكر، عندما كانت تكشف المقاومة الإيرانية علاقات نظام طهران مع القاعدة ماكان بإمكانها نشرهذه الوثائق إذ كان هناك مصادر المقاومة الإيرانية للحصول على هذه الوثائق داخل النظام تنكشف هويتها وبالتالي كانت حياتهم معرضة للخطر وبالأحرى لخطرالإعدام.
إن أعمال القاعدة كانت دوماً لصالح النظام الإيراني تمهيداً لتدخل هذا النظام في العراق وسوريا و لبنان و اليمن وخير دليل على ذلك عدم استهداف القاعدة في عملياتها الإرهابية النظام الإيراني إطلاقاً حيث ولإزالة الشكوك قام نظام الملالي بفبركة سيناريو مثير للضحك حول هجوم على برلمان النظام في تاريخ 3 / حزيران – يونيو 2017، ناهيك عن إن هذه السيناريوهات قد فقدت بريقها و لم ينطلي على أحد حتى من داخل النظام حيث كان يقول عناصر النظام، في ظروف لا يسمح لأحد نواب البرلمان نقل حتى قلم واحد عند دخول البرلمان، كيف يمكن دخول عناصر إرهابية مسلحة داخل مبنى البرلمان كما وصف خامنئي في أحدى كلماته هذه العملية بأنها ”ألعاب نارية“ أيضاً.
وفيما يتعلق الكشف عن ارتباط النظام الايراني بالقاعدة فان موقف وزير الخارجية لنظام الملالي مثير للضحك أيضا، حيث قال:
«إن الوثائق المنتشرة حول علاقات النظام الإيراني مع القاعدة ليست إلا مجرد إدعائات قديمة أعيدت على محور إيران لتمرير خطة مدروسة ضد طهران ..».
ويآتي اتخاذ الموقف من قبل وزير الخارجية الإيراني في وقت ولى فيه عهد الاسترضاء مع طهران في ولاية الرئيس السابق للولايات المتحدة طيلة 8 سنوات، وأن اعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة أثار تخوف رئيس دبلوماسية الملالي، لأن جميع أزلام النظام سيما الأقربين من خامنئي يحتجون على الملا روحاني و ظريف ويتساءلون بأنه ما هي حصيلتكم ونتيجة هذا المدى من المفاوضات مع الأميركيين؟
نعم، هذه حقيقة مرة جداً للنظام بأن عهد الاسترضاء طيلة 8 سنوات والتواطؤات و البسمات و التنزه في سواحل سويسرا الهادئة قد ولى. كما أن عهد التغاضي على الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان لغرض تحقيق المصالح الاقتصادية الضخمة قد ولى وحان وقت محاسبة الملالي في جميع الصعد أيضاً، سواء بسبب دورهم المدمر الإقليمي والتدخل في شؤون البلدان الداخلية، أو بسبب انتهاكات حقوق الإنسان بصورة ممنهجة والإعدامات اليومية …
إن النظام الإيراني نظام قمعي و راع للإرهاب فيجب محاسبته بواسطة المجتمع العالمي و الشعب الإيراني.